فصل: بَاب اسْتِحْبَاب تلقين المحتضر لَا إِلَه إِلَّا الله:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام



.بَاب اسْتِحْبَاب الْمسْح عَلَى الْمَرِيض بِالْيَدِ مَعَ الدُّعَاء:

3234- فِيهِ حَدِيث عَائِشَة،
3235- وَحَدِيث عُثْمَان السابقان فِي الْبَاب قبله.
3236- وَعَن سعد بن أبي وَقاص، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: تشكيت بِمَكَّة شكوى شَدِيدا، فَجَاءَنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعودنِي، فَوضع يَده عَلَى جَبهته، ثمَّ مسح وَجْهي وبطني، ثمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اشف سَعْدا، وأتمم لَهُ هجرته» فَمَا زلت أجد برده عَلَى كَبِدِي فِيمَا يخال إِلَيّ حَتَّى السَّاعَة. رَوَاهُ البُخَارِيّ هَكَذَا، وَأَصله فِي الصَّحِيحَيْنِ.
3237- وَعَن السَّائِب بن يزِيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: ذهبت بِي خَالَتِي إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِن ابْن أُخْتِي وجع، فَمسح رَأْسِي ودعا لي بِالْبركَةِ، ثمَّ تَوَضَّأ فَشَرِبت من وضوئِهِ، وَقمت خلف ظَهره فَنَظَرت إِلَى خَاتم النُّبُوَّة بَين كَتفيهِ مثل زر الحجلة. رَوَاهُ البُخَارِيّ.
3238- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: خرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعود رجلا من أَصْحَابه، وَبِه وجع، وَأَنا مَعَه فَقبض عَلَى يَده وَوضع يَده عَلَى جَبهته- وَكَانَ يرَى ذَلِك من تَمام العيادة- ثمَّ قَالَ: «إِن الله تَعَالَى يَقُول: هِيَ نَارِي أُسَلِّطهَا عَلَى عَبدِي الْمُؤمن ليَكُون حَظه من النَّار فِي الْآخِرَة» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد حسن.

.فصل فِي ضعيفه:

3239- مِنْهُ، عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوع: «من تَمام عِيَادَة الْمَرِيض أَن يضع أحدكُم يَده عَلَى جَبهته، أَو يَده، فيسأله كَيفَ هُوَ، وَتَمام تحياتكم المصافحة» رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد بِإِسْنَاد ضَعِيف.
3240- وَعَن مَيْمُون بن مهْرَان، عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ لي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا دخلت عَلَى مَرِيض فمره يَدْعُو لَك، فَإِن دعاءه كدعاء الْمَلَائِكَة» رَوَاهُ ابْن ماجة، وَهُوَ مُنْقَطع، ولد مَيْمُون بعد وَفَاة عمر بِنَحْوِ ثَمَان عشرَة سنة.

.بَاب تبشير الْمَرِيض، وتنشيطه، وسؤاله عَن حَاله، وسؤال أَهله عَنهُ:

3241- فِيهِ حَدِيث ابْن عَبَّاس السَّابِق قَرِيبا: «لَا بَأْس، طهُور إِن شَاءَ الله».
3242- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: «لما قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة وعك أَبُو بكر، وبلال، فَدخلت عَلَيْهِمَا فَقلت: يَا أَبَة كَيفَ تجدك؟ وَيَا بِلَال، كَيفَ تجدك؟» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
3243- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، خرج من عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي مَرضه الَّذِي توفّي فِيهِ. فَقَالَ النَّاس: يَا أَبَا الْحسن، كَيفَ أصبح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؟ قَالَ: أصبح بِحَمْد الله بارئا. رَوَاهُ البُخَارِيّ.

.فصل فِي ضعيفه:

3244- عَن أبي سعيد مَرْفُوع: «إِذا دَخَلْتُم عَلَى مَرِيض فنفسوا لَهُ فِي أَجله، فَإِن ذَلِك لَا يرد شَيْئا، ويطيب نَفسه» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَابْن ماجة بِإِسْنَاد ضَعِيف.

.بَاب وَصِيَّة أهل الْمَرِيض، وَمن يَخْدمه بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَالصَّبْر عَلَى مَا يشق من أمره، وَكَذَا من قرب سَبَب مَوته بِحَدّ أَو قصاص:

3245- عَن عمرَان بن الْحصين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن امْرَأَة من جُهَيْنَة أَتَت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهِي حُبْلَى من الزِّنَى، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، أصبت حدا، فأقمه عَلّي. فَدَعَا نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَليهَا، فَقَالَ: «أحسن إِلَيْهَا، فَإِذا وضعت فائتني بهَا» فَفعل، فَأمر بهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فشدت عَلَيْهَا ثِيَابهَا، ثمَّ أَمر بهَا فرجمت، ثمَّ صَلَّى عَلَيْهَا. رَوَاهُ مُسلم.

.بَاب الصَّدَقَة عَن الْمَرِيض:

قَالَ الله تَعَالَى: {إِن الله مَعَ الَّذين اتَّقوا وَالَّذين هم محسنون}.
3246- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِن الصَّدَقَة لتطفيء غضب الرب، وتدفع ميتَة السوء» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
3247- وَقَالَ: حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه. قلت: فِي إِسْنَاده عبد الله بن عِيسَى الخزاز.
3248- قَالَ أَبُو زرْعَة:هُوَ مُنكر الحَدِيث.
3249- وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «داووا مرضاكم بِالصَّدَقَةِ، وحصنوا أَمْوَالكُم بِالزَّكَاةِ، وَأَعدُّوا للبلاء الدُّعَاء» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ، وَضَعفه،
3250- فَقَالَ: إِنَّمَا يعرف عَن الْحسن، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا.

.بَاب الثَّنَاء عَلَى الْمَرِيض بمحاسن أَعماله وَنَحْوهَا، إِذا رؤى مِنْهُ شدَّة، ليحسن ظَنّه بربه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:

3251- عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَنه قَالَ لعمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، حِين طعن، وَكَأَنَّهُ يجزّعه: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، وَلَا كل ذَاك. قد صَحِبت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فأحسنت صحبته، ثمَّ فارقك وَهُوَ عَنْك رَاض، ثمَّ صَحِبت أَبَا بكر فأحسنت صحبته، ثمَّ فارقك وَهُوَ عَنْك رَاض، ثمَّ صَحِبت الْمُسلمين فأحسنت صحبتهم، وَلَئِن فَارَقْتهمْ لتفارقنهم وهم عَنْك راضون. وَذكر تَمام الحَدِيث. وَقَول عمر ذَلِك منٌّ من الله تَعَالَى. رَوَاهُ البُخَارِيّ. وَفِي الْبَاب:
3252- ثَنَاء ابْن عَبَّاس عَلَى عَائِشَة فِي مَرضهَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ.
3253- وثناء ابْن عَمْرو بن العَاصِي عَلَى أَبِيه فِي مَرضه فِي صَحِيح مُسلم. يجزّعه: أَي يزِيل جزعه.

.بَاب اسْتِحْبَاب تعهد الْمَرِيض أَظْفَاره، وعانته، وَنَحْوهمَا، وتنظيف ثِيَابه:

3254- عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فِي حَدِيثه فِي قصَّة قتل خبيب بن عدي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «فَلبث خبيب عِنْد كفار مَكَّة أَسِيرًا حَتَّى أَجمعُوا عَلَى قَتله، فاستعار مُوسَى يستحد بهَا» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
3255- وَعَن أبي سَلمَة، أَن أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، لما حَضرته الْوَفَاة دَعَا بِثِيَاب جدد فلبسها، ثمَّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «الْمَيِّت يبْعَث فِي ثِيَابه الَّتِي يَمُوت فِيهَا» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، بِإِسْنَاد صَحِيح.
3256- وَفِيه: يَحْيَى بن أَيُّوب الغافقي، مُخْتَلف فِيهِ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معِين، وَاحْتج بِهِ البُخَارِيّ.
3257- وَقَالَ الْحَاكِم: حَدِيث صَحِيح.
3258- وَتَأَول بَعضهم الثِّيَاب هُنَا عَلَى الْعَمَل، وَحملهَا بَعضهم عَلَى ظَاهرهَا، كَمَا حملهَا أَبُو سعيد، قَالُوا: فيبعث فِي ثِيَابه، ثمَّ يحْشر عُريَانا حافيا.

.بَاب مَا جَاءَ فِي تشهية الْمَرِيض وَأَنه لَا يكره عَلَى الدَّوَاء وَغَيره:

3259- عَن أنس، دخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى رجل يعودهُ، فَقَالَ: «هَل تشْتَهي شَيْئا، تشْتَهي كعكا؟» قَالَ: نعم. فَطَلَبه لَهُ. رَوَاهُ ابْن ماجة بِإِسْنَاد ضَعِيف.
3260- وَعَن عقبَة بن عَامر، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَا تكْرهُوا مرضاكم عَلَى الطَّعَام، فَإِن الله يُطعمهُمْ، ويسقيهم» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَابْن مَاجَه بِإِسْنَادِهِ ضَعِيف جدا.
3261- وَادَّعَى التِّرْمِذِيّ أَنه حسن.

.بَاب التَّدَاوِي:

3262- عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِن الله لم ينزل دَاء إِلَّا أنزل لَهُ شِفَاء» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
3263- وَعَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «لكل دَاء دَوَاء، فَإِذا أُصيب دَوَاء الدَّاء برأَ بِإِذن الله عَزَّ وَجَلَّ» رَوَاهُ مُسلم.
3264- وَعَن أُسَامَة بن شريك رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: أتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه، كَأَنَّمَا عَلَى رؤوسهم الطير، فسلَّمت ثمَّ قعدت، فجَاء الْأَعْرَاب من هَهُنَا، وَمن هَهُنَا. فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، نتداوى؟ فَقَالَ: «تداووا، فَإِن الله لم يضع دَاء إِلَّا وضع لَهُ دَوَاء غير الْهَرم» رَوَاهُ الثَّلَاثَة، بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَة.
3265- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حسن صَحِيح".
3266- وَعَن أبي هُرَيْرَة، سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول للشونيز " عَلَيْكُم بِهَذِهِ الْحبَّة السَّوْدَاء، فَإِن فِيهَا شِفَاء من كل دَاء، إِلَّا السّام " يُرِيد بِهِ الْمَوْت. مُتَّفق عَلَيْهِ.
3267- وَعَن أبي الدَّرْدَاء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِن الله تَعَالَى أنزل الدَّاء والدواء، وَجعل لكل دَاء دَوَاء، فَتَدَاوَوْا، وَلَا تتداووا بالحرام» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد فِيهِ ضَعِيف، وَلم يُضعفهُ.

.بَاب اسْتِحْبَاب تَوْجِيه المحتضر إِلَى الْقبْلَة:

3268- عَن أبي قَتَادَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين قدم الْمَدِينَة سَأَلَ عَن الْبَراء بن معْرور رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فَقَالُوا: توفّي، وَأَوْصَى بِثُلثِهِ لَك يَا رَسُول الله، وَأَوْصَى أَن يوجَّه إِلَى الْقبْلَة لما احتُضر. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أصَاب الْفطْرَة، وَقد رددت ثلثه عَلَى وَلَده» ثمَّ ذهب فَصَلى عَلَيْهِ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، وارحمه، وَأدْخلهُ جنتك. وَقد فعلت» رَوَاهُ الْحَاكِم، وَالْبَيْهَقِيّ. وَلم يحْتَج فِي الْبَاب بِغَيْرِهِ.
3269- قَالَ الْحَاكِم: هَذَا حَدِيث صَحِيح، لَا أعلم فِي تَوْجِيه المحتضر إِلَى الْقبْلَة غَيره.
3270- قلت: وَأما الْمَرْوِيّ فِي المهذَّب وَغَيره من كتب الْفِقْه، من قصَّة فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، نَحْو هَذَا فَغير مَعْرُوف.

.بَاب اسْتِحْبَاب تلقين المحتضر لَا إِلَه إِلَّا الله:

3271- عَن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لقِّنوا مَوْتَاكُم لَا إِلَه إِلَّا الله».
3272- وَعَن أبي هُرَيْرَة مثله. رَوَاهُمَا مُسلم.
3273- وَعَن معَاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «من كَانَ آخر كَلَامه لَا إِلَه إِلَّا الله، دخل الْجنَّة» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالْحَاكِم،
3274- وَقَالَ: صَحِيح الْإِسْنَاد.

.بَاب إغماض عَيْنَيْهِ إِذا مَاتَ، وَمَا يُقَال عِنْده:

3275- عَن أم سَلمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أبي سَلمَة، وَقد شقَّ بَصَره، فأغمضه ثمَّ قَالَ: «إِن الرّوح إِذا قُبض تبعه الْبَصَر» فضجَّ نَاس من أَهله. فَقَالَ: «لَا تدعوا عَلَى أَنفسكُم إِلَّا بِخَير، فَإِن الْمَلَائِكَة يؤمِّنون عَلَى مَا تَقولُونَ» ثمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لأبي سَلمَة، وارفع دَرَجَته فِي المهديين، واخلفه فِي عقِبه فِي الغابرين، واغفر لنا وَله يَا رب الْعَالمين، وافسح لَهُ فِي قَبره ونوِّر لَهُ فِيهِ» رَوَاهُ مُسلم.
3276- وعنها، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا حضرتم الْمَرِيض، أَو الْمَيِّت فَقولُوا خيرا، فَإِن الْمَلَائِكَة يؤمِّنون عَلَى مَا تَقولُونَ» قَالَت: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلمَة، أتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَقلت: يَا رَسُول الله، إِن أَبَا سَلمَة قد مَاتَ. قَالَ قولي: «اللَّهُمَّ اغْفِر لي وَله، وأعقبني مِنْهُ عُقْبى حَسَنَة» فَقلت: فأعقبني من هُوَ خير لي مِنْهُ، مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. رَوَاهُ مُسلم هَكَذَا: «الْمَرِيض، أَو الْمَيِّت» عَلَى الشَّك.
3277- وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَغَيره: الْمَيِّت بِلَا شكّ.

.فصل فِي ضعيفه:

3278- مِنْهُ، عَن معقل بن يسَار، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «اقرؤوا عَلَى مَوْتَاكُم (يس)»
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَابْن مَاجَه، وَفِيه مَجْهُولَانِ. وَلم يُضعفهُ أَبُو دَاوُد.
3279- وَعَن مجَالد، عَن الشّعبِيّ: «كَانَت الْأَنْصَار إِذا حَضَرُوا قرؤوا عِنْد الْمَيِّت الْبَقَرَة». مجَالد ضَعِيف.

.بَاب مَا يَقُوله من مَاتَ لَهُ ميِّت:

قَالَ الله تَعَالَى:{وَبشر الصابرين * الَّذين إِذا أَصَابَتْهُم مُصِيبَة قَالُوا إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون * أُولَئِكَ عَلَيْهِم صلوَات من رَبهم وَرَحْمَة وَأُولَئِكَ هم المهتدون}
3280- وَفِيه، حَدِيث أم سَلمَة فِي الْبَاب قبله.
3281- وعنها، قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «مَا من عبد تصيبه مُصِيبَة فَيَقُول إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون. اللَّهُمَّ أجرني فِي مصيبتي، وأخلف لي خيرا مِنْهَا، إِلَّا أجره الله تَعَالَى فِي مصيبته، وأخلف لَهُ خيرا مِنْهَا» قَالَت: فَلَمَّا توفّي أَبُو سَلمَة، قلت كَمَا أَمرنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فأخلف الله لي خيرا مِنْهُ، رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. رَوَاهُ مُسلم.
3282- وَفِي رِوَايَة لَهُ، قَالَت: «فَلَمَّا توفّي أَبُو سَلمَة، قلت: من هُوَ خير من أبي سَلمَة؟ ثمَّ عزم الله لي فقلتها».
3283- وَفِي رِوَايَة: فَأرْسل إليّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَاطِب ابْن أبي بلتعة يخطبني لَهُ، فَقلت: إِن لي بِنْتا، وَأَنا غيور. فَقَالَ: «أما ابْنَتهَا فندْعوا الله أَن يغنيها عَنْهَا، وأدعو الله أَن يذهب بالغيرة».
3284- وَعَن أبي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِذا مَاتَ ولد العَبْد، قَالَ الله تَعَالَى لملائكته، قبضتم ولد عَبدِي؟ فَيَقُولُونَ: نعم. فَيَقُول: قبضتم ثَمَرَة فُؤَاده؟ فَيَقُولُونَ: نعم. فَيَقُول: فَمَاذَا قَالَ عَبدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدك، واسترجَعَ، فَيَقُول الله تَعَالَى: ابْنُوا لعبدي بَيْتا فِي الْجنَّة، وسموه بَيت الْحَمد» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
3285- وَقَالَ:حَدِيث حسن.
3286- وَقد سبقت أَحَادِيث مُتَعَلقَة بِهَذَا الْبَاب فِي بَاب فضل الصَّبْر.

.بَاب اسْتِحْبَاب رفع الْمَيِّت عَلَى سَرِير أَو لوح وَنَحْوهمَا، وتسجيته بِثَوْب خَفِيف بعد نزع ثِيَابه، وَوضع حَدِيد أَو نَحوه عَلَى بَطْنه:

3287- عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: «سُجِّي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين مَاتَ بِثَوْب حيرة» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3288- وَفِي رِوَايَة: «بِبُرد حِبرة».
3289- وَعَن جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: «لما قُتل أبي جعلت أكشف الثَّوْب عَن وَجهه أبْكِي، وينهوني، وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا ينهاني» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3290- وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ: «أَن مولَى لأنس توفّي عِنْد مغيب الشَّمْس، فَقَالَ أنس: ضَعُوا عَلَى بَطْنه حَدِيدَة».
3291- وَذكر فِي الْوَضع عَلَى سَرِير حَدِيثا ضَعِيفا لَا دلَالَة فِيهِ لَو صَحَّ. وَالْمُعْتَمد فِيهِ كَونه أصون للْمَيت.

.بَاب تَقْبِيل الْمَيِّت:

3292- عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبَّل عُثْمَان بن مَظْعُون، وَهُوَ ميت، وَهُوَ يبكي» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ،
3293- وَقَالَ: حسن صَحِيح.
3294- وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد: «رَأَيْته يقبِّله وَهُوَ ميت حَتَّى رَأَيْت الدُّمُوع تسيل».
3295- وَفِي رِوَايَة صَحِيحَة للنسائي: «قبَّل بَين عَيْنَيْهِ».
3296- وعنها: «أَن أَبَا بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه دخل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعد أَن توفّي وَهُوَ مسجّىً ببُرْد حِبَرة، فكشف عَن وَجهه ثمَّ أكبّ عَلَيْهِ فقبّله ثمَّ بَكَى، ثمَّ قَالَ: بِأبي أَنْت، يَا نَبِي الله، لَا يجمع الله عَلَيْك موتتين» وَذكرت الحَدِيث. رَوَاهُ البُخَارِيّ.

.بَاب التَّعْجِيل بتجهيزه إِذا تُيقن مَوته:

3297- عَن حُصين بن وحْوح رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن طَلْحَة بن الْبَراء مرض فَأَتَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعودهُ، فَقَالَ: «إِنِّي لَا أرَى طَلْحَة إِلَّا قد حدث فِيهِ الْمَوْت، فآذنوني بِهِ وعجِّلوا بِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لجيفة مُسلم أَن تُحبس بَين ظَهْري أَهله» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

.فصل فِي ضعيفه:

مِنْهُ:
3298- عَن عَلّي مَرْفُوع: «ثَلَاث لَا تؤخِّروهن: الْجِنَازَة، وَالصَّلَاة، والأيِّم إِذا وجدت كُفؤاً» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي آخر " الْجَنَائِز"، وَالْبَيْهَقِيّ فِي " النِّكَاح"، وَأَشَارَ إِلَى تَضْعِيفه.
3299- قَالَ التِّرْمِذِيّ: «مَا أرَى إِسْنَاده مُتَّصِلا».
3300- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: «قد رُوي فِي الْبَاب... حَدِيث مَرْفُوع لَا يثبت مثله».

.بَاب تَعْجِيل قَضَاء ديْنه وتنفيذ وَصيته)

3301- عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «نَفْس الْمُؤمن معلقَة بِدِينِهِ حَتَّى يُقضى عَنهُ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَابْن مَاجَه بِإِسْنَاد صَحِيح أَو حسن.
3302- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حَدِيث حسن ".
3303- وَعَن أبي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِن أعظم الذُّنُوب عِنْد الله أَن يلقاه بهَا عبد بعد الْكَبَائِر الَّتِي نهَى عَنْهَا أَن يَمُوت رجل عَلَيْهِ ديْن لَا يدَع لَهُ قَضَاء» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي كتاب " الْبيُوع " وَلم يُضعفهُ، وَإِسْنَاده جيد.
3304- وَعَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: مَاتَ رجل فغسَّلناه وكفَّنَّاه وحنَّطناه ثمَّ وضعناه حَيْثُ تُوضَع الْجَنَائِز، ثمَّ آذنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الصَّلَاة فجَاء مَعنا خُطى ثمَّ قَالَ: «عَلَى صَاحبكُم ديْن؟» قَالُوا: نعم، دِينَارَانِ، فَتخلف، فَقَالَ رجل منا يُقَال لَهُ أَبُو قَتَادَة: يَا رَسُول الله، هما عليَّ فَجعل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «هما عَلَيْك، وَفِي مَالك، وَحقّ الرجل عَلَيْك، وَالْمَيِّت مِنْهُمَا برِئ» فَقَالَ: نعم. فَصَلى عَلَيْهِ، فَجعل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِذا لقى أَبَا قَتَادَة: «مَا صنعت فِي الدينارين؟» حَتَّى كَانَ آخر ذَلِك، قَالَ: قد قضيتهما يَا رَسُول الله. قَالَ: «الْآن حِين برَّدت عَلَيْهِ جلده» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ، وَالْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد حسن. برَّدت، بتَشْديد الرَّاء، وَإِنَّمَا ضبطتهما لِأَن بعض المصنفين غلط فِي ضَبطهَا.
3305- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: «وَقَوله: وَالْمَيِّت مِنْهُمَا برِئ». مَعْنَاهُ للْغَرِيم مطالبتك بهما وَحدك، وَلَيْسَ المُرَاد أَن الْحق يحوّل لمُجَرّد ذَلِك، وَلِهَذَا قَالَ: «الْآن برَّدت جلده».

.بَاب وجوب غسل الْمَيِّت وَصفته:

3306- عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: بَيْنَمَا رجل وَاقِف مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِعَرَفَة إِذْ وَقع من رَاحِلَته فأقصعته، أَو قَالَ فأقعصته، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «اغسلوه بِمَاء وَسدر، وكفنوه فِي ثَوْبَيْنِ، وَلَا تحنطوه وَلَا تخمروا رَأسه، فَإِن الله عَزَّ وَجَلَّ يَبْعَثهُ يَوْم الْقِيَامَة ملبياً» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3307- وَفِي رِوَايَة لَهما: «ملبّداً».
3308- وَفِي رِوَايَات لَهما: «وَلَا تمسوه طيبا».
3309- وَفِي رِوَايَات لَهما: «وكفّنوه فِي ثوبيه».
3310- وَعَن أم عَطِيَّة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: دخل علينا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنحن نغسل ابْنَته فَقَالَ:: «اغسلنها ثَلَاثًا، أَو خمْسا، أَو أَكثر من ذَلِك إِن رأيتن ذَلِك بِمَاء وَسدر، واجعلن فِي الْآخِرَة كافوراً، أَو شَيْئا من كافور، فَإِذا فرغتن فآذنني» فَلَمَّا فَرغْنَا آذناه، فَألْقَى إِلَيْنَا حقوه، فَقَالَ: «أشعرنها إِيَّاه» قَالَت: مشطناها ثَلَاثَة قُرُون. مُتَّفق عَلَيْهِ.
3311- وَفِي رِوَايَة لَهما: «اغسلنها وترا، ثَلَاثًا أَو خمْسا أَو سبعا، أَو أَكثر من ذَلِك إِن رأيتن ذَلِك».
3312- وَفِي رِوَايَة لَهما: «وابدأن بميامنها، ومواضع الْوضُوء مِنْهَا».
3313- وَفِي رِوَايَة: «فضفرنا شعرهَا ثَلَاثَة أَثلَاث قرنيها وناصيتها».
3314- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: «وألقيناها خلفهَا». مَعْنَى: «إِن رأيتن ذَلِك» أَي احتجتُن إِلَى الزِّيَادَة. و والحِقو بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا، الْإِزَار. و أشعِرنها إِيَّاه اجعلنه مِمَّا يَلِي جَسدهَا، لينالها بركته.
3315- وَهَذِه الْبِنْت هِيَ زَيْنَب رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، سمّاها فِي رِوَايَة لمُسلم.
3316- وَعَن مُحَمَّد بن سِيرِين أَنه كَانَ يَأْخُذ الْغسْل عَن أم عَطِيَّة يغسل بالسِّدر مرَّتَيْنِ، وَالثَّالِثَة بِالْمَاءِ والكافور رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم.

.فصل فِي ضعيفه:

مِنْهُ:
3317- عَن أُبيّ بن كَعْب مَرْفُوع: «لما توفّي آدم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غسلته الْمَلَائِكَة بِالْمَاءِ وترا، ولحدوا لَهُ، وَقَالُوا: هَذِه سنة ولد آدم».
3318- وَرُوِيَ مَرْفُوعا: «أَنهم غسّلوه، وكفّنوه، وحنّطوه، ولحدوا لَهُ، وصلوا عَلَيْهِ، وأدخلوه قَبره، وَوَضَعُوا عَلَيْهِ اللَّبِن، وحثوا عَلَيْهِ التُّرَاب، ثمَّ قَالُوا: يَا بني آدم، هَذِه سنتكم».

.بَاب غسل الْمَيِّت فِي قَمِيص وَتَحْرِيم النّظر إِلَى عَوْرَته وتعاهد بَطْنه بالعصر:

3319- فِيهِ الْأَحَادِيث السَّابِقَة فِي بَاب ستر الْعَوْرَة.
3320- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: «لما أَرَادوا غُسل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالُوا: مَا نَدْرِي أنجرِّده من ثِيَابه كَمَا نجرِّد مَوتَانا، أم نغسِّله وَعَلِيهِ ثِيَابه؟ فَلَمَّا اخْتلفُوا ألْقَى الله تَعَالَى عَلَيْهِم النّوم حَتَّى مَا مِنْهُم رجل إِلَّا وذقنه فِي صَدره، ثمَّ كَلمهمْ مُكَلم من نَاحيَة الْبَيْت لَا يَدْرُونَ من هُوَ أَن غسِّلوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَلِيهِ ثِيَابه قَامُوا فغسَّلوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَلِيهِ قَمِيص يصبون المَاء فَوق الْقَمِيص ويدلكونه بالقميص دون أَيْديهم. وَكَانَت عَائِشَة تَقول: لَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت مَا غسَّله إِلَّا نساؤه» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد حسن.
3321- وَعَن بُرَيْدَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «لما أخذُوا فِي غسل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ناداهم مُنَاد من الدَّاخِل: لَا تنزعوا عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَمِيصًا» رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ بأسانيد صَحِيحَة.
3322- قَالَ الْحَاكِم: هُوَ صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم.
3323- وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «غسَّلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فذهبْت أنظر مَا يكون من الْمَيِّت، فَلم أر شَيْئا، وَكَانَ طيبا حيّاً وَمَيتًا، وَولي دَفنه وإجنانه أَرْبَعَة: عَلّي، وَالْعَبَّاس، وَالْفضل، وَصَالح مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح، وَابْن مَاجَه.

.فصل فِي ضعيفه مِنْهُ:

3324- عَن ابْن سِيرِين، رَفعه: «من غسّل مَيتا فليبدأ بعصره» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ.
3325- وَقَالَ: هُوَ مُرْسل، وَرَاوِيه ضَعِيف.

.بَاب:

3326- عَن أُبيّ بن كَعْب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «لما حُضر آدم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لِبَنِيهِ: انْطَلقُوا فاجنوا لي من ثمار الْجنَّة، فَخرج بنوه فاستقبلتهم الْمَلَائِكَة، فَقَالُوا: أَيْن تُرِيدُونَ يَا بني آدم؟ قَالُوا: بعثنَا أَبونَا لنجني لَهُ من ثمار الْجنَّة. قَالُوا: ارْجعُوا، فقد كُفيتم. فَرَجَعُوا مَعَهم حَتَّى دخلُوا عَلَى آدم، فَلَمَّا رأتهم حَوَّاء عَلَيْهَا السَّلَام، ذُعرت مِنْهُم، وَجعلت تَدْنُو إِلَى آدم وتلصق بِهِ، فَقَالَ لَهَا آدم: إِلَيْك عني فَمن قِبلك أُتيت، خلِّ بيني وَبَين مَلَائِكَة رَبِّي، فقبضوا روحه، ثمَّ غسَّلوه، وحنطوه، وكفنوه، ثمَّ صلوا عَلَيْهِ، ثمَّ حَضَرُوا لَهُ، ثمَّ دفنوه، ثمَّ قَالُوا: يَا بني آدم، هَذِه سنتكم فِي مَوْتَاكُم، فَكَذَا كم فافعلوا» رَوَاهُ الْحَاكِم.
3327- وَقَالَ: صَحِيح الْإِسْنَاد.